مكاريوس الثالث السكندري (قبطي)
ملاحظة: هذه المادة او الباب يمثل الأرثوذكسية اللاخلقدونية (Non-Chalcedonian)المنظور الذي قد يختلف عن الأرثوذكسية الخلقدونية (مجمع خلقدونية) من ناحية الفهم. |
البابا مكاريوس الثالث (18 فبراير 1872 - 31 أغسطس 1945) البطريرك ال 114 للكرازة المرقسية.
ولد في مدينة المحلة الكبرى في 18 فبراير 1872 من اسرة عريقة ومشهورة باسم القسيس امتازت بالفضيلة والتدين فنشأ منذ نعومة اظفاره في وسط متدين تقى تلقى علومه الابتدائية والثانوية في المحلة وطنطا وكان منذ صباه مولعا بالوحدة مهتما بحفظ الالحان الكنسية ولما بلغ السادسة عشر هجر العالم وقصد دير الأنبا بيشوى بوادي النطرون سنة 1888م وحقق رغبته في العبادة والزهد وكان اسمه الراهب عبد المسيح فتفرغ للعبادة ودرس الكتاب المقدس والكتب الكنسية والطقوس القبطية وسرعان ما ظهرت فضائله وتقواه وذاعت سمعته الطاهرة بين الرهبان وقد امتاز بنسخ الكتب وحسن الخط القبطي والعربي كما اتقن فنون الزخرفة القبطية الدينية وبعد ان سيم قسا قضى في الحياة الكنسية حوالى ست سنوات ثم توجه إلى دير البراموس سنة 1895م حيث سامه البابا كيرلس الخامس قمصا وكاتم لاسراره كما كلفه بالتدريس في مدرسة الرهبان و اسند ايه التدريس اللغة القبطية والفرنسية وكان في نيته ان يرسم مطرانا لكرسى مصر ولكنه بعد 25 شهر من وصول القمص عبد المسيح للقاهرة انتقل إلى رحمة الله الانبا ميخائيل اسقف أسيوط فحضر إلى القاهرة وفد من اسيوط ووقع اختيارهم على القمص الجليل وزكوه مطرانا لاسيوط فلم يقبل البابا في بادئ الامر طلبهم لأنه كان يحتفظ به ليقيمه مطرانا للقاهرة ومساعد لغبطته في ادارة الشئون الكرازة المرقسية.
ولما الح الوفد في الطلب واشتدوا في الرجاء قبل البابا اختياهم له ورسمه مطرانا لأسيوط في 11 يوليو 1897 م وكان وقتئذ في الرابعة والعشرين من عمره وسماه مكاريوس فذهب إلى مقر كرسيه وهو شاب يافع لا سلاح له الا تقواه وزهده وعلمه فشمر عن ساعد جده وماضي عزمه وحنكة الشيوخ وتجربتهم بالرغم من حداثة سنه في ضم الشتات وتركيز العقيدة فحفظ للشعب وحدته وللكنيسة مقامها وقدسيتها ونجح نجاح باهر ولم يكتف بالبرنامج الذى وضعه للاصلاح الكنسى بل عقد مؤتمر قبطيا عظيما في مدينة أسيوط رغم الاعتراضات التى قامت في سبيله ولم يكتف بذلك بل قدم للبابا كيرلس الخامس في أول سنة 1920 م رسالة عن المطالب الاصلاحية الملية بالاشتراك مع زميله الانبا ثاوفيلس اسقف منفلوط وأبنوب وقتئذ مما دل على عظم كفاءته ورغبته في اعلاء كلمة الحق.
ولما تنيح البابا كيرلس الخامس في سنة 1928 رشحه الشعب للكرسى البطريركى لتحقيق مطالب الاصلاح ولكن حالت الظروف واعتلى البابا يوأنس التاسع عشر ولما تنيح البابا يوأنس التاسع عشر في سنة 1944 م شاءت العناية الالهية ان يتبوأ الانبا مكاريوس الثالث العرش المرقسى ورسم بطريركا على الكرازة المرقسبة في 13 فبراير 1944 م.
وبعد ان تبوأ كرسى البطريركيه اصدر وثيقة تاريخية في 22 فبراير 1944م غرضها الاساسى إصلاح الاديرة وترقية رهبانها علميا وروحيا وامر بمحاسبه نظارها ورؤسائها وقد ادى هذا الامر إلى انقسام كبير بين المجمع المقدس والمجلس الملي العام وفى 7 يونيه 1944م قدم المجمع المقدس إلى البابا وإلى وزير العدل مذكرة بالاعتراض على قانون الاحوال الشخصية لغير المسلمين لأنه يهدم قانونا من قوانين الكنيسة القبطية كما يمس سرين من اسرار الكنيسة وهما سر الزواج وسر الكهنوت وقد استمر النزاع وتعذر التوفيق بين المجمع والمجلس الملي العام وفشل المحاولات التى قام بها البابا للتوفيق بينهم حتى اضطر البابا إلى هجر العاصمة مقر كرسيه واعتكف في حلوان ثم اتجه إلى الاديرة الشرقية بصحبة الاباء المطارنة واستقر بدير أنطونيوس ثم انتقل إلى دير الأنبا بولا وكانت هذه الحوادث المؤلمة ضجة في اوساط الشعب القبطي.
ولما علم رئيس الوزراء بهذا الامر عمل على عودة البابا مكرما إلى كرسيه فكلل عمله بالنجاح وبعد ذلك عاد البابا من الدير واستقبله الشعب استقبال حافلا وانعقد أول المجمع المقدس برئاسته واصدر في أول يناير 1945 عدة قرارات اهمها تمثيل كنيسة اثيوبيا في المجمع الاسكندرى تبادل البعثات بين مصر واثيوبيا وانشاء معهد اكليريكى في اثيوبيا وقصر الطلاق على الزنا ووضع قانونا للاحوال الشخصية وانشاء كلية لاهوتية للرهبان والمحافظة على مال الوقف القبطى وحسن سير لعمل بالديوان القبطى وتشكيل لجنة دائمة لفحص الكتب الدينية والطقسية وانشاء سجل في كل كنيسة يسجل فيها اسماء كل عائلة قبطية واسماء المعمدين والشمامسة والمرتقين والمنتقلين
وفاته
وكان البابا يشكوا ضعفا شديد ألم به في اسبوعين الاخيرين من حياته اضطره ان يلازم قصره معتكفا وفى مساء الخميس 30 أغسطس 1945 شعر بتعب شديد واصيب بهبوط شديد في القلب وصعدت الروح إلى بارئها في يوم الجمعة 31 أغسطس 1945. بعد ان اقام على الكرسى البطريركي سنة واحدة وستة اشهر وتسعة عشر يوما توفي. واحتفل قبل ظهر يوم الاحد 2 سبتمبر 1945 بتشيع جثمانه الطاهر إلى مقره الاخير بالكنيسة ووضع تابوته بجوار اجساد البطاركة السابقين وتصادف ان حصلت زلزلة في القاهرة يوم الدفن في الساعة 2:45 شعر بها الجميع فتأثرت نفوس المؤمنين بمشاركة الطبيعة لحزنهم على انتقال هذا القديس الطاهر.
المصدر
- السنكسار المقدس، وهو كتاب مقدس للأقباط الأرثوذكس، متواجد في العديد من المواقع ومنها CopticChurch.net.