بتولية العذراء

من ارثوذكس ويكي
اذهب إلى: تصفح، ابحث

من أول لحظة للمسيحية وهي تحارب البدع والهرطقات (سيمون الساحر) واحدا هذه الهرطقات كانت حول "بتولية العذراء" فتصدى لهم الآباء والقديسين. ظهر في القرون الماضية بعض الهرطقات تهاجم بتولية العذراء من الفرق البروتستانتية والمنشقين منهم أصحاب البدع. فدعونا نناقش بتولية العذراء من ثلاث نواحي:

  • التقليد الشريف
  • الكتب الأبوكريفية
  • اعتراضات على آيات في الكتاب المقدس والرد عليها


بتولية السيدة العذراء في التقليد الشريف

في القرن الأول

  • يقول القديس أغناطيوس الأنطاكى في رسالته إلى أهل افسس : "أما رئيس هذا العالم فقد جهل بتوليه مريم وايلادها وكذلك موت الرب"

في القرن الثاني

  • يقول القديس ايريناؤس أسقف ليون: "الذي هو كلمه الله.. ولد حقاً.. من مريم التي كانت وحتى الآن عذراء"Against Her. Xxi.9.
  • يقول يوستينوس الشهيد : "العذراء" يوصفها دائماً بهذا الاسم See F. Apol. 33 & Dial.100.
  • القديس اكليمندس الاسكندرى يعترض على من يقول أنها صارت امرأة ويقول أن القديسة مريم استمرت عذراء Stromata 7:16

في القرن الثالث

  • يقول العلامة أوريجانوس العظيم : "لقد تسلمنا تقليداً… أن مريم ذهبت بعدما أنجبت المخلص، لتتعبد ووقفت في الموضع المخصص للعذارى. حاول الذين يعرفون أنها أنجبت طفلاً طردها من الموضع، ولكن زكريا أجابهم أنها مستحقه الملكوت في موضع العذارى، إذ لا تزال عذراء" Com. In Matt. 25.
  • القديس ابيفانيوس: "القديسة العذراء دائماً" The Faith of Early F. Vol. 2p.70.

في القرن الرابع

  • يقول القديس أثناسيوس الكبير : "لقد أخذ (الرب) جسداً إنسانياً حقيقياً من مريم الدائمة البتولية" Contra Anianos 2:70. ويقول ايضاً " العذراء إلى الأبد" Ag. Arians 2:10.
  • يقول القديس يوحنا ذهبي الفم:"مع العلم أن عذراوية مريم كانت سرا مخفيا عن الشيطان مثل أمر صلبه"

هذا غيض من فيض راجع أقوال القديس جيروم ويوسابيوس والقديسين أغريغوريوس النيصى وأمبروسيوس والقديس يوحنا الدمشقي وغيرهم


بتولية السيدة العذراء في الكتب الأبوكريفية

إن الكتب الأبوكريفية هي كتابات كتبت في منتصف القرن الثاني وحتى نهاية القرن الثالث. وأكثر كتاب تكلم ودافع عن بتولية السيدة العذراء هو إنجيل يعقوب ومعظم الكتب الأبوكريفية تكلمت عن العذراء. وهذا إن أكّد شيء فهو يؤكد أن بتولية العذراء عقيدة كانت راسخة في الكنيسة ومع أن الكنيسة رفضتها-الكتب الأبوكريفية- من البداية ولكن ترى فيها تراثاً فكرياً وشعبياًُ. وتصلح لدراسة التاريخ والفكر في ذلك الزمن.

  • كتاب يعقوب تكلم الكثير عن العذراء فمثلاً يقول : "وقال الكاهن ليوسف أنت اخترت من الكثيرين لتأخذ عذراء الرب لتحفظها لديك وكان يوسف خائفاً وأخذها ليحفظها عنده"
  • كتاب متى المزيف: "ترتيب جديد في الحياة اكتشف بواسطة مريم وحدها التي وعدت أن تظل عذراء لله"
  • كتاب طفولة مريم : "سوف لن تعرف إنساناً أبداً فهي وحدها بدون نظير، نقية، بلا دنس، بدون اجتماع رجل، هي عذراء، ستلد ابناً"
  • كتاب تاريخ يوسف ومريم : " أمه العذراء"
  • كتاب وفاة وصعود مريم : "المقدسة، والدة الإله والعذراء النقية"

وهذا أيضاً غيض من فيض لأن معظم الكتب الأبوكريفية تكلمت عن والدة الله ودوام بتوليتها.


اعتراضات والرد عليها

* الاعتراض الأول: ولم يعرفها حتى ولدت....

  • الاعتراض الثاني: ابنها البكر
  • الاعتراض الثالث: أخوه الرب
  • الاعتراض الرابع: قبل أن يجتمعا

الاعتراض الأول: ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر

يستند منكري بتولية العذراء على آية وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. " فيقولون أن يوسف البار قد عرف العذراء بعد أن ولدت السيد المسيح.

الرد :

إن كلمة حتى تدل على الاستمرار وهي حسب أفضلية النحاة تدخل ما بعدها في حكم ما قبلها: فإن كان ما قبلها مثبتاً كان ما بعدها مثبتاً، وإن كان منفيّاً كان ما بعدها منفيّاً. المثبت: قال المخلص: " وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ" (متى 20:28)، هنا قبل كلمة حتى مثبتاً إذن ما بعدها أيضا مثبتاً أنا معكم مثبتاً، ونحن لم ننفصل عن المسيح أبداً لا في هذا الدهر ولا في الحياة الخالدة بل نكون معه بأوفر كمالا.ً المنفي: نقرا في قصة نوح : تك 7:8 " وَارْسَلَ الْغُرَابَ فَخَرَجَ مُتَرَدِّدا حَتَّى نَشِفَتِ الْمِيَاهُ عَنِ الارْضِ. ". فهل عاد الغراب بعد أن نشفت الماء؟ هنا ما قبل كلمة حتى منفيّاً لم يرجع إذن ما بعدها منفيّاً لأن الغراب لم يرجع أبداً. ونقرا في سفر صموئيل الثاني 23:6 " وَلَمْ يَكُنْ لِمِيكَالَ بِنْتِ شَاوُلَ وَلَدٌ إِلَى (حتى) يَوْمِ مَوْتِهَا. ". فهل أنجبت ولداً بعد موتها!؟ هنا ما قبلها منفيّاً لم يكن لها ولدُُ إذن ما بعدها منفيّاً، وهل يمكن أن تلد بعد الموت! وهذه الآيات القليل من الكثير فهل كلمة حتى تعني كما فسرها الهراطقة؟ وفسر ذهبي الفم يوحنا هذه الآية وقال: "استخدم هنا كلمة "حتى" لكي لا تشك وتظن أنه عرفها بعد ذلك أنما ليخبرك أن العذراء كانت هكذا قبل الميلاد ولم يمسها رجل قط ربما يقال لماذا استخدم كلمة "حتى" لأن الكتاب أعتاد أن يستعمل هذا التعبير دون الإشارة إلى أزمنة محددة. فبالنسبة للفلك قيل أن الغراب لم يرجع حتى جفت الأرض مع أنه لم يرجع قط.."


الاعتراض الثاني: ابنها البكر

ويقول الهراطقة أن البكر هنا تعني أنها الأول بين إخوته، وهذا يعني يعني أنها أنجبت أولاداً غير السيد.

الرد:

"البكر" كما جاء في سفر الخروج 2:13 " «قَدِّسْ لِي كُلَّ بِكْرٍ كُلَّ فَاتِحِ رَحِمٍ مِنْ بَنِي اسْرَائِيلَ مِنَ النَّاسِ وَمِنَ الْبَهَائِمِ. انَّهُ لِي». " فالمولود الأول كل ذكر فاتح رحم سواء جاء أولاد بعده، أم لا، المهم أنه كل بكر كل فاتح رحم من الناس والبهائم وأن كلمة بكر بالنسبة لليهودى تعنى تكريس المولود الأول (لو 32:2) ويفسر القديس جيروم في ردهً على هلفيديوس منكر بتولية العذراء فيقول :"كل ابن وحيد هو بكر، ولكن ليس كل بكر هو ابن وحيد. فإن تعبير "بكر" لا يشير إلى شخص له أخوة أصغر منه، وإنما يشير إلى من يسبقه أخ أكبر منه، يقول الرب لهرون: "كل فاتح رحم من كل جسد يقدمونه للرب من الناس والبهائم يكون لك. ولكن بكر الإنسان ينبغى لك أن تقبل فداءه. وبكر البهائم النجسة تقبل فداءه"( عدد 15:18). قول الرب هذا يعرف البكر على كل فاتح رحم لو كان يلزم له أخوه أصاغر لسكان ينبغي أن لا يقدم البكر من الحيوانات الطاهرة للكهنة إلا بعد ولادة اصاغر بعده، وما كنت تدفع فديه الإنسان والحيوان النجس إلا بعد التأكد من أنجاب أصاغر بعده"


الاعتراض الثالث: أخوة الرب

الاية وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُ الْجُمُوعَ إِذَا أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ قَدْ وَقَفُوا خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ. فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ». فَأَجَابَهُ: «مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتِي؟» ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي. لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».."

الرد

إخوة المسيح فهم أبناء يوسف من امرأته الأولى (أوريجانوس ويوسابيوس والقديسين أغريغوريوس النيصى وأمبروسيوس وأبيفانيوس) و أبناء كلاويا (وهذا قول باقي الاباء وهذا الأدق) من امرأته ابنة خالة العذراء لأن الأقارب في الكتاب المقدس يدعون إخوة إبراهيم ولوط ابن أخيه يدعان أخوات تكوين 8:13 وكذلك لأبان ويعقوب إن أخته رفقه كانا يدعون أخوات تكوين 15:29، وفضلاً عن ذلك فهل يعقل أن تكون أماً لبشر بعد أن وسعت في أحشائها إله الكل! وقد دعاها الكتاب المقدس امرأة ليوسف لكي لا يشتبه في أمر حبلها وأما بعد الولادة نرى أن الكتاب المقدس يدعوها "أم الصبي" متى 13:2 ولوقا 43:2. وقد دعا يسوع العذراء " بامرأة" (يوحنا4:2 ويوحنا 26:19) لتكريمها وتعظيمها لأن كلمة امرأة يومئذ كانت اصطلاحاً في اللغة للدلالة على الاحترام والعطف، ويؤخذ من الآداب اليونانية القديمة أن السيدات ذوات المجد الرفيع كن يخاطبن بهذا اللفظ.


الاعتراض الرابع: قبل أن يجتمعا

متى 18:1: "أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. "

الرد:

لفظ "قبل" لا تعني دائماً أن ما بعدها تغير عن ما قبلها، لنفرض ان شخص قال: استشهد الشهيد قبل أن يذهب إلى روما. فهل هذا يعني انه ذهب إلى روما بعد أن استشهد!!!؟ إذاً قبل لا تعني دائماً ما يفسره الهراطقة ويفسر القديس جيروم هذه اللفظة فيقول: "لو أن إنساناً قال: قبل الغداء في الميناء أبحرت إلى أفريقيا، فهل كلماته هذه لا تكون صحيحة إلا إذا أرغم على الغداء بعد رحيله؟ وأن قلت أن بولس الرسول قيد في روما قبل أن يذهب إلى أسباني وقلت "أدرك الموت هلفيديوس قبل أن يتوب، فهو يلزم أن يحل بولس من الأسر ويمضى إلى أسبانيا، و هل ينبغي هلفيديوس أن يتوب بعد موته؟؟ فعندما يقول الإنجيلي "قبل أن يجتمعا" يشير إلى الوقت الذي سبق الزواج مظهراً أن الأمور قد تحققت بسرعة حيث كانت هذه الخطية على وشك أن تصير زوجة. وقبل حدوث ذلك وجدت حبلى من الروح القدس لكن لا يتبع هذا أن يجتمع بمريم بعد الولادة"


مراجع: