«مدرسة زهرة الأحسان (بيروت، لبنان)»: الفرق بين المراجعتين

من ارثوذكس ويكي
اذهب إلى: تصفح، ابحث
(البرامج التعليمية)
ط
 
(١٦ مراجعة متوسطة بواسطة مستخدمين اثنين آخرين غير معروضة)
سطر ٢: سطر ٢:
 
'''مدرسة زهرة الأحسان''' مؤسسة أرثوذكسية تربوية خاصة، تعمل تحت '''وصاية متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس'''.
 
'''مدرسة زهرة الأحسان''' مؤسسة أرثوذكسية تربوية خاصة، تعمل تحت '''وصاية متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس'''.
  
{{بذرة مسيحية}}
 
 
   
 
   
 
== الموقع ==
 
== الموقع ==
سطر ٢٠: سطر ١٩:
 
تأسست مدرسة زهرة الإحسان يوم 13''' آب 1881''' بفضل تعاون هذه الجمعية الجديدة التي رأستها السيدة ظريفة سرسق مع الإخت مريم (جهشان). يعود نجاح هذا المشروع لكونه''' يلبي حاجة''' ماسة لدى الطائفة الأرثوذكسية '''ويرد تحديا"''' كبيرا". فبيروت كانت، في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، مدينة تنمو وتزدهر سريعا" لأنّها، في الوقت عينه، كانت عاصمة لولاية عثمانية كبيرة وموقعا" يتوسط جغرافيا" دولة لبنان الصغير ذات الحكم الذاتي. وفي هذه المدينة، نمت في الأوساط الرومية الأرثوذكسية طبقة إجتماعية برجوازية كبيرة وغنية أقبلت على العلم ووجدت فيه سبيلها إلى العالم المعاصر. أما التحدي فجاء من الإرساليات الكاثوليكية والبروتستانية العديدة التي عملت جاهدة لإقتناص الشباب الأرثوذكسي وإستمالته إليها بواسطة المدارس التي كانت تنشؤها. أثار هذا الإقتناص  حفيظة الأوساط الأرثوذكسية الإكليركية والمدنية، وخاصة البرجوازية، فتداعت لإنشاء مؤسسات تربوية حديثة تلقّن اللغات الأجنبية والعلوم المعاصرة. هكذا، تأسست مدرسة زهرة الإحسان، لتكون أول معهد أرثوذكسي للإناث في لبنان يلقّن، في مطلع القرن العشرين، اللغات العربية والفرنسية والإنكليزية ومبادئ اللغتين اليونانية والروسية.
 
تأسست مدرسة زهرة الإحسان يوم 13''' آب 1881''' بفضل تعاون هذه الجمعية الجديدة التي رأستها السيدة ظريفة سرسق مع الإخت مريم (جهشان). يعود نجاح هذا المشروع لكونه''' يلبي حاجة''' ماسة لدى الطائفة الأرثوذكسية '''ويرد تحديا"''' كبيرا". فبيروت كانت، في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، مدينة تنمو وتزدهر سريعا" لأنّها، في الوقت عينه، كانت عاصمة لولاية عثمانية كبيرة وموقعا" يتوسط جغرافيا" دولة لبنان الصغير ذات الحكم الذاتي. وفي هذه المدينة، نمت في الأوساط الرومية الأرثوذكسية طبقة إجتماعية برجوازية كبيرة وغنية أقبلت على العلم ووجدت فيه سبيلها إلى العالم المعاصر. أما التحدي فجاء من الإرساليات الكاثوليكية والبروتستانية العديدة التي عملت جاهدة لإقتناص الشباب الأرثوذكسي وإستمالته إليها بواسطة المدارس التي كانت تنشؤها. أثار هذا الإقتناص  حفيظة الأوساط الأرثوذكسية الإكليركية والمدنية، وخاصة البرجوازية، فتداعت لإنشاء مؤسسات تربوية حديثة تلقّن اللغات الأجنبية والعلوم المعاصرة. هكذا، تأسست مدرسة زهرة الإحسان، لتكون أول معهد أرثوذكسي للإناث في لبنان يلقّن، في مطلع القرن العشرين، اللغات العربية والفرنسية والإنكليزية ومبادئ اللغتين اليونانية والروسية.
  
توسّعت المدرسة بسرعة كبيرة، وتملّكت موقعها وبناءها الحاليين بالإرث والهبات والعطايا، فإكتمل البناء الرئيسي سنة 1895. إكتسبت المدرسة شهرة واسعة في بيروت والمنطقة بفضل جهود رئيسة الدير الأم مريم (جهشان) وأكثر رئيسات جمعية زهرة الإحسان شهرة الوجيهة السيدة '''أميلي سرسق'''، التي خلفت أولى الرئيسات ظريفة سرسق. أستفادت أميلي سرسق من علاقاتها الإجتماعية القوية لتغذي الصندوق المالي للمدرسة وتدفع في إتجاه تعزيز القدرات المادية والتربوية للمؤسسة. وفي سنة 1897، تأسست '''رهبنة القديسة كاتريتا'''، ونصّبت الأم مريم (جهشان) رئيسة عليها، فإكتمل بذلك مشروع إنشاء أول رهبنة نسائية أنطاكية مخصصة للعمل الإجتماعي والتربوي.
+
توسّعت المدرسة بسرعة كبيرة، وتملّكت موقعها وبناءها الحاليين بالإرث والهبات والعطايا، فإكتمل البناء الرئيسي سنة 1895. وتشير الوثائق العثمانية بأنّ فرماناً صدر في العشرين من آذار 1896 أذن بإنشاء مدرسة ليتيمات طائفة الروم في بيروت وحدّد مساحة البناء وأكّد بأنّ الطائفة تتحمل كامل كلفة البناء. إكتسبت المدرسة شهرة واسعة في بيروت والمنطقة بفضل جهود رئيسة الدير الأم مريم (جهشان) وأكثر رئيسات جمعية زهرة الإحسان شهرة الوجيهة السيدة '''أميلي سرسق'''، التي خلفت أولى الرئيسات ظريفة سرسق. أستفادت أميلي سرسق من علاقاتها الإجتماعية القوية لتغذي الصندوق المالي للمدرسة وتدفع في إتجاه تعزيز القدرات المادية والتربوية للمؤسسة. وفي سنة 1897، يوم الخامس والعشرين من شهر تشرين الثاني بالتحديد، تأسست '''رهبنة القديسة كاتريتا'''، ونصّبت الأم مريم (جهشان) رئيسة عليها، فإكتمل بذلك مشروع إنشاء أول رهبنة نسائية أنطاكية مخصصة للعمل الإجتماعي والتربوي.
  
بقيت جمعية زهرة الإحسان النسائية طويلا" تدعم هذا المعهد البيروتي، في عهد رئيستها أميلي سرسق، ثم في عهد إبنتها ليندا سرسق التي خلفتها في الرئاسة. وثناء لجهودها الكبيرة، أشادت مدرسة زهرة الإحسان ورهبنة القديسة كاترينا، سنة 1914، تمثالا" من الرخام الأبيض  لرئيسة الجمعية أميلي سرسق في باحة المدرسة. ويعتبر هذا النصب أول تمثال لإمرأة أقيم في الشرق الأدنى.
+
بقيت جمعية زهرة الإحسان النسائية طويلا" تدعم هذا المعهد البيروتي، في عهد رئيستها أميلي سرسق، ثم في عهد إبنتها ليندا سرسق التي خلفتها في الرئاسة. وثناء لجهودها الكبيرة، أشادت مدرسة زهرة الإحسان ورهبنة القديسة كاترينا، سنة 1914، تمثالا" من الرخام الأبيض  لرئيسة الجمعية أميلي سرسق في باحة المدرسة. ويعتبر هذا النصب أول تمثال لإمرأة أقيم في الشرق الأدنى.[[صورة:Statue Emilie Sursock crop.JPG|200px|thumb|left|تمثال أميلي سرسق في باحة المدرسة]]
  
 
وكانت المرحلة الممتدة من سنة 1881 إلى الحرب العالمية الأولى غنية بالأنجازات الثقافية والأدبية والفنية حيث أن السنوات الدراسية كثيرا" ما ترافقت أو إنتهت بلقاءات وإحتفالات ثقافية وفنية يعود ريعها لدعم جمعية زهرة الإحسان. ومن أهم هذه الإحتفالات مسرحيات أدبية سنوية أعدها أدباء وفنانون من بيروت ولبنان، في طليعتهم الأديبان نجيب إبراهيم جهشان، شقيق الأم مريم جهشان، ونقولا جرجي باز.
 
وكانت المرحلة الممتدة من سنة 1881 إلى الحرب العالمية الأولى غنية بالأنجازات الثقافية والأدبية والفنية حيث أن السنوات الدراسية كثيرا" ما ترافقت أو إنتهت بلقاءات وإحتفالات ثقافية وفنية يعود ريعها لدعم جمعية زهرة الإحسان. ومن أهم هذه الإحتفالات مسرحيات أدبية سنوية أعدها أدباء وفنانون من بيروت ولبنان، في طليعتهم الأديبان نجيب إبراهيم جهشان، شقيق الأم مريم جهشان، ونقولا جرجي باز.
  
توسّعت مباني المدرسة لاحقا" لتلبي الحاجات المتزايدة للطلاب الذين تضاعفت أعدادهم وتفي بمتطلبات التعليم الحديث. وتمثّل هذا التوسّع خاصة بتأسيس '''حضانة الأطفال''' في سنة 1951 وإنتقالها لاحقا"، عام 1974، إلى مبناها الجديد بالقرب من المعهد الرئيسي. أما '''مدّرج المحاضرات الجديد''' فأنشئ لاحقا" داخل المبنى الرئيسي، وحمل إسم الشاعرة اللبنانية الكبيرة ناديا تويني، زوجة الصحافي والسياسي والوزير اللبناني المعروف غسان تويني، وتمّ تكريسه من قبل سيادة متروبوليت بيروت الحالي المطران إلياس (عوده).  
+
توسّعت مباني المدرسة لاحقا" لتلبي الحاجات المتزايدة للطلاب الذين تضاعفت أعدادهم وتفي بمتطلبات التعليم الحديث. وتمثّل هذا التوسّع خاصة بتأسيس '''حضانة الأطفال''' في سنة 1951 وإنتقالها لاحقا"، عام 1974، إلى مبناها الجديد بالقرب من المعهد الرئيسي. أما '''مدّرج المحاضرات الجديد''' فأنشئ لاحقا" داخل المبنى الرئيسي، وحمل إسم الشاعرة اللبنانية الكبيرة ناديا تويني، زوجة الصحافي والسياسي والوزير اللبناني المعروف غسان تويني، وتمّ تكريسه من قبل سيادة متروبوليت بيروت الحالي المطران إلياس (عوده).[[صورة:Amphithéâtre  Nadia Tuéni.JPG|350px|thumb|right|قاعة ناديا تويني للمحاضرات]]   
  
 
تخضع مدرسة زهرة الإحسان روحيا"، منذ تأسيسها في عام 1881، لسلطة رئيسات دير القديسة كاترينا المتعاقبات، وآخرهنّ '''الأم برباره (بو إبراهيم) الرئيسة الحالية'''.
 
تخضع مدرسة زهرة الإحسان روحيا"، منذ تأسيسها في عام 1881، لسلطة رئيسات دير القديسة كاترينا المتعاقبات، وآخرهنّ '''الأم برباره (بو إبراهيم) الرئيسة الحالية'''.
 +
 +
أحيت مدرسة زهرة الإحسان، خلال سنة 2004 - 2005 الأكادمية، '''يوبيلها الخامس والعشرين بعد المئة''' بتنظيم عدة نشاطات مدرسية ورياضية وفنية وأدبية.
  
 
== البرامج التعليمية ==
 
== البرامج التعليمية ==
سطر ٤٢: سطر ٤٣:
 
== الأدارة ==
 
== الأدارة ==
  
 +
تتكوّن الهيئة الإدارية في مدرسة زهرة الإحسان من '''مديرة عامة للدروس'''، ومن منسّقي الحلقات التربوية المتلاحقة ورؤساء الدوائر الأكادميّة. أما أسماء المديرات العامات اللواتي توالين في هذا المنصب فواردة في الجدول الملحق بهذا المقال.[[صورة:Faridé TRAD première directrice.JPG|350px|thumb|left|فريده طراد أوّل مديرة للمدرسة، إبنة خالة الأم مريم جهشان]]
 +
 +
{| class="wikitable" align=left border="1"
 +
|-
 +
|center|'''أسماء المديرات '''
 +
|center|'''مدّة الولاية'''
 +
|-
 +
|الآنسة فريده طراد
 +
|1881 - ???
 +
|-
 +
|السيدة لانور
 +
|??? - ???
 +
|-
 +
|السيدة ريبون
 +
|??? - ???
 +
|-
 +
|السيدة لوسيل لويز بلتريو
 +
|??? - ???
 +
|-
 +
|السيدة باركيه
 +
|??? - 1959
 +
|-
 +
|السيدة لودي حبيب
 +
|1959 - 1962
 +
|-
 +
|السيدة لطيفه أسمر
 +
|1962 - 1990
 +
|-
 +
|السيده هلا السكاف
 +
|1990 - إلى اليوم
 +
|}
 +
 +
أما '''الحلقات التربوية المعتمدة حاليا"''' في هذه المؤسسة فهي:
 +
 +
- الحضانة او الحلقة السابقة للدراسة
 +
 +
- الحلقة الإبتدائية الأولى
 +
 +
- الحلقة الإبتدائية الثانية
 +
 +
- الحلقة التكميلية أو الحلقة الثالثة
 +
 +
- الحلقة الثانوية
 +
 +
 +
وتتواجد حاليا" '''عشر دوائر أكادمية''' في المدرسة، وهي:
 +
 +
- دائرة التربية الدينية
 +
 +
- دائرة اللغة العربية
 +
 +
- دائرة اللغة الفرنسية
 +
 +
- دائرة اللغة الإنكليزية
 +
 +
- دائرة الرياضيات
 +
 +
- دائرة علوم الحياة والأرض
 +
 +
- دائرة الفيزياء والكيمياء
 +
 +
- دائرة التاريخ والجغرافية
 +
 +
- دائرة المعلوماتية
 +
 +
- دائرة التربية الجسدية والرياضية
 +
 +
== الأداء ==
 +
 +
يتخرّج سنويا" من مدرسة زهرة الإحسان ما يقارب ال55 إلى 60 طالبا" وطالبة. يتقدم هؤلاء الطلاب إلى مختلف فروع البكالوريا اللبنانية، ويحققون غالبا" نتائج بارزة وينجحون بنسب عالية. على سبيل المثال، وفي سنة 2006، كان عدد طلاب السنة النهائية 55 طالبا"، فازوا جميعا" في إمتحانات البكالوربا اللبنانية الرسمية '''(نسبة نجاح بلغت 100%)''' وتوزعوا على الفروع كالتالي: 11 في الآداب والعلوم الإنسانية، 12 في العلوم العامة، 17 في العلوم الإجتماغية والإقتصادية و15 في علوم الحياة.
  
== الأنتاجية ==
 
  
[[تصنيف:كنيسة الروم الارثوذكس في العالم]]
+
== رابطة القدامى ==
 +
 
 +
أسّس أربعة من قدامى طلاب المدرسة (منى إسكندر قربان، ليلى خليل أبو الروس، ريما جورج بطشون وكاتيا عبدو خنيصر)، في '''السادس عشر من آب 1968'''، رابطة قدامى زهرة الإحسان، وحصلوا على العلم والخبر من وزارة الداخلية اللبنانية. كانت الشاعرة ڤينوس خوري أوّل رئيسة للرابطة. أما الرئيسة الحالية فهي '''السيدة أليكسا قيامه البرجي''' (رقم التلفون: 961 3 325330 والعنوان الإلكتروني: alexakiame@hotmail.com). ونائب الرئيس هو '''السيد نقولا مقبل''' (رقم التلفون: 961 3 321981 والعنوان الإلكتروني: mokbelt@dm.net.lb).
 +
 
 +
وتبغي الرابطة، من وجودها،  تنظيم لقاءات ومحاضرات ونشاطات تساعد، من جهة أولى في الحفاظ على عرى الصداقة والزمالة المدرسية وتخليد ذكريات الطفولة، ومن جهة ثانية في مدّ يد العون والدعم الدائمين للمؤسسة.
 +
 
 +
== مراجع ==
 +
 
 +
'''جميلة كوستا كوستي''': مدرسة زهرة الإحسان، دراسة تاريخية. 241 صفحة. منشورات أبرشية بيروت للروم الأرثوذكس 1996.
 +
 
 +
== رابط خارجي ==
 +
 
 +
موقع المدرسة على الإنترنت:  www.zei.edu.lb
 +
 
 +
 +
[[تصنيف:مدارس وجامعات الروم الأرثوذكس في لبنان]]
 +
 
 +
--[[مستخدم:Negib.geahchan|Négib E. Geahchan]] ٢١:٤٩، ١١ ديسمبر ٢٠١١ (HST)

المراجعة الحالية بتاريخ ٠٦:٥٠، ٥ يناير ٢٠١٢

مجمع زهرة الإحسان التربوي في دير القديسة كاترينا

مدرسة زهرة الأحسان مؤسسة أرثوذكسية تربوية خاصة، تعمل تحت وصاية متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس.


الموقع

تتواجد مدرسة زهرة الأحسان في حرم دير القديسة كاترينا المقام في منطقة الأشرفية ببيروت.
الموقع الجغرافي لدير القديسة كاترينا حيث مدرسة زهرة الإحسان

بني الدير، والمدرسة التي يضمها، في أواخر القرن التاسع عشر،على تلة قليلة السكان تقع الى الشرق من مدينة بيروت، وتشرف على المدينة القديمة. لقد شكلت ضاحية الأشرفية، في ذلك العصر، أهم مناطق التوسع السكاني لمسيحيي بيروت الذين خرجوا من داخل الأسوار القديمة أو الذين قدموا أليها من مختلف المناطق التي شكلت لاحقا" دولتي لبنان وسوريا الحاليتين.

يتم الوصول ألى مدرسة زهرة الأحسان عبر الشارع الذي يحمل أسمها والمحاذي غربا" لدير القديسة كاترينا.


عنوان المدرسة: شارع زهرة الأحسان، الأشرفية، بيروت، لبنان.

التاريخ

يعود الفضل في إنشاء هذا المعهد إلى شابة تدعى لبيبه إبراهيم جهشان تنتمي إلى عائلة بيروتية عريقة تسكن منطقة الجميزة. باشرت لبيبه دعوتها التربوية في سنّ مبكرة حين إستأجرت منزلا" في منطقة الجميزة تستقبل فيه أولاد الطائفة الرومية الأرثوذكسية البيروتية وتلقّنهم مبادئ اللغات المعاصرة والعلوم الحديثة. لبست لبيبه جهشان الإسكيم الرهباني سنة 1880 في الأرض المقدسة، وتسمّت بإسم شفيعتها العذراء مريم والدة الإله. في السنة ذاتها، وبفضل علاقة الإخت مريم (جهشان) بعائلات بيروت، تأسست جمعية نسائية بإسم زهرة الإحسان هدفها إنشاء مدرسة حديثة تؤمّن لفتيات الطائفة الأرثوذكسية تربية أدبية وعلمية معاصرة ذات مستوى رفيع.

تأسست مدرسة زهرة الإحسان يوم 13 آب 1881 بفضل تعاون هذه الجمعية الجديدة التي رأستها السيدة ظريفة سرسق مع الإخت مريم (جهشان). يعود نجاح هذا المشروع لكونه يلبي حاجة ماسة لدى الطائفة الأرثوذكسية ويرد تحديا" كبيرا". فبيروت كانت، في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، مدينة تنمو وتزدهر سريعا" لأنّها، في الوقت عينه، كانت عاصمة لولاية عثمانية كبيرة وموقعا" يتوسط جغرافيا" دولة لبنان الصغير ذات الحكم الذاتي. وفي هذه المدينة، نمت في الأوساط الرومية الأرثوذكسية طبقة إجتماعية برجوازية كبيرة وغنية أقبلت على العلم ووجدت فيه سبيلها إلى العالم المعاصر. أما التحدي فجاء من الإرساليات الكاثوليكية والبروتستانية العديدة التي عملت جاهدة لإقتناص الشباب الأرثوذكسي وإستمالته إليها بواسطة المدارس التي كانت تنشؤها. أثار هذا الإقتناص حفيظة الأوساط الأرثوذكسية الإكليركية والمدنية، وخاصة البرجوازية، فتداعت لإنشاء مؤسسات تربوية حديثة تلقّن اللغات الأجنبية والعلوم المعاصرة. هكذا، تأسست مدرسة زهرة الإحسان، لتكون أول معهد أرثوذكسي للإناث في لبنان يلقّن، في مطلع القرن العشرين، اللغات العربية والفرنسية والإنكليزية ومبادئ اللغتين اليونانية والروسية.

توسّعت المدرسة بسرعة كبيرة، وتملّكت موقعها وبناءها الحاليين بالإرث والهبات والعطايا، فإكتمل البناء الرئيسي سنة 1895. وتشير الوثائق العثمانية بأنّ فرماناً صدر في العشرين من آذار 1896 أذن بإنشاء مدرسة ليتيمات طائفة الروم في بيروت وحدّد مساحة البناء وأكّد بأنّ الطائفة تتحمل كامل كلفة البناء. إكتسبت المدرسة شهرة واسعة في بيروت والمنطقة بفضل جهود رئيسة الدير الأم مريم (جهشان) وأكثر رئيسات جمعية زهرة الإحسان شهرة الوجيهة السيدة أميلي سرسق، التي خلفت أولى الرئيسات ظريفة سرسق. أستفادت أميلي سرسق من علاقاتها الإجتماعية القوية لتغذي الصندوق المالي للمدرسة وتدفع في إتجاه تعزيز القدرات المادية والتربوية للمؤسسة. وفي سنة 1897، يوم الخامس والعشرين من شهر تشرين الثاني بالتحديد، تأسست رهبنة القديسة كاتريتا، ونصّبت الأم مريم (جهشان) رئيسة عليها، فإكتمل بذلك مشروع إنشاء أول رهبنة نسائية أنطاكية مخصصة للعمل الإجتماعي والتربوي.

بقيت جمعية زهرة الإحسان النسائية طويلا" تدعم هذا المعهد البيروتي، في عهد رئيستها أميلي سرسق، ثم في عهد إبنتها ليندا سرسق التي خلفتها في الرئاسة. وثناء لجهودها الكبيرة، أشادت مدرسة زهرة الإحسان ورهبنة القديسة كاترينا، سنة 1914، تمثالا" من الرخام الأبيض لرئيسة الجمعية أميلي سرسق في باحة المدرسة. ويعتبر هذا النصب أول تمثال لإمرأة أقيم في الشرق الأدنى.
تمثال أميلي سرسق في باحة المدرسة

وكانت المرحلة الممتدة من سنة 1881 إلى الحرب العالمية الأولى غنية بالأنجازات الثقافية والأدبية والفنية حيث أن السنوات الدراسية كثيرا" ما ترافقت أو إنتهت بلقاءات وإحتفالات ثقافية وفنية يعود ريعها لدعم جمعية زهرة الإحسان. ومن أهم هذه الإحتفالات مسرحيات أدبية سنوية أعدها أدباء وفنانون من بيروت ولبنان، في طليعتهم الأديبان نجيب إبراهيم جهشان، شقيق الأم مريم جهشان، ونقولا جرجي باز.

توسّعت مباني المدرسة لاحقا" لتلبي الحاجات المتزايدة للطلاب الذين تضاعفت أعدادهم وتفي بمتطلبات التعليم الحديث. وتمثّل هذا التوسّع خاصة بتأسيس حضانة الأطفال في سنة 1951 وإنتقالها لاحقا"، عام 1974، إلى مبناها الجديد بالقرب من المعهد الرئيسي. أما مدّرج المحاضرات الجديد فأنشئ لاحقا" داخل المبنى الرئيسي، وحمل إسم الشاعرة اللبنانية الكبيرة ناديا تويني، زوجة الصحافي والسياسي والوزير اللبناني المعروف غسان تويني، وتمّ تكريسه من قبل سيادة متروبوليت بيروت الحالي المطران إلياس (عوده).
قاعة ناديا تويني للمحاضرات

تخضع مدرسة زهرة الإحسان روحيا"، منذ تأسيسها في عام 1881، لسلطة رئيسات دير القديسة كاترينا المتعاقبات، وآخرهنّ الأم برباره (بو إبراهيم) الرئيسة الحالية.

أحيت مدرسة زهرة الإحسان، خلال سنة 2004 - 2005 الأكادمية، يوبيلها الخامس والعشرين بعد المئة بتنظيم عدة نشاطات مدرسية ورياضية وفنية وأدبية.

البرامج التعليمية

تتّبع مدرسة زهرة الإحسان البرامج الرسمية اللبنانية، وتعد طلابها للإمتحانات الرسمية التي تتوّج بشهادة البكالوريا، المعطاة بفروع مختلفة علمية وأدبية. تدرس المؤسسة اللغات العربية والفرنسية والإنكليزية، لكن معظم المواد العلمية فتعطى بالفرنسية، جريا" على التقليد السائد منذ القرن التاسع عشر. إنّ هذا الإتجاه الفرنكوفوني يؤهل الطلاب أيضا" ، إذا رغبوا، بالتقدم إلى إختبارات البكالوريا الفرنسية والحصول على هذه الشهادة.

وتضمّ مدرسة زهرة الإحسان أيضا" حضانة للأطفال، ذائعة الصيت في بيروت، نشأت في عام 1951 وإنتقلت إلى مبناها الحالي في سنة 1974.

كانت المدرسة في البدء مخصصة للإناث، غير أنها تحولت لاحقا"، شأنها في ذلك شأن العديد من المؤسسات التربوية اللبنانية، إلى مدرسة مختلطة في سنة 1974. وهي تستقبل الطلاب، ذكورا" وإناثا"، في كافة الحلقات التربوية، دون أي تمييز عرقي أو ديني أو مذهبي.

وتشمل البرامج التربوية المعتمدة في الصفوف الإبتدائية والتكميلية والثانوية تربية دينية أرثوذكسية يشرف عليها وينفذها كهنة من أبرشية بيروت الأرثوذكسية.

الأدارة

تتكوّن الهيئة الإدارية في مدرسة زهرة الإحسان من مديرة عامة للدروس، ومن منسّقي الحلقات التربوية المتلاحقة ورؤساء الدوائر الأكادميّة. أما أسماء المديرات العامات اللواتي توالين في هذا المنصب فواردة في الجدول الملحق بهذا المقال.
فريده طراد أوّل مديرة للمدرسة، إبنة خالة الأم مريم جهشان
أسماء المديرات مدّة الولاية
الآنسة فريده طراد 1881 - ???
السيدة لانور ??? - ???
السيدة ريبون ??? - ???
السيدة لوسيل لويز بلتريو ??? - ???
السيدة باركيه ??? - 1959
السيدة لودي حبيب 1959 - 1962
السيدة لطيفه أسمر 1962 - 1990
السيده هلا السكاف 1990 - إلى اليوم

أما الحلقات التربوية المعتمدة حاليا" في هذه المؤسسة فهي:

- الحضانة او الحلقة السابقة للدراسة

- الحلقة الإبتدائية الأولى

- الحلقة الإبتدائية الثانية

- الحلقة التكميلية أو الحلقة الثالثة

- الحلقة الثانوية


وتتواجد حاليا" عشر دوائر أكادمية في المدرسة، وهي:

- دائرة التربية الدينية

- دائرة اللغة العربية

- دائرة اللغة الفرنسية

- دائرة اللغة الإنكليزية

- دائرة الرياضيات

- دائرة علوم الحياة والأرض

- دائرة الفيزياء والكيمياء

- دائرة التاريخ والجغرافية

- دائرة المعلوماتية

- دائرة التربية الجسدية والرياضية

الأداء

يتخرّج سنويا" من مدرسة زهرة الإحسان ما يقارب ال55 إلى 60 طالبا" وطالبة. يتقدم هؤلاء الطلاب إلى مختلف فروع البكالوريا اللبنانية، ويحققون غالبا" نتائج بارزة وينجحون بنسب عالية. على سبيل المثال، وفي سنة 2006، كان عدد طلاب السنة النهائية 55 طالبا"، فازوا جميعا" في إمتحانات البكالوربا اللبنانية الرسمية (نسبة نجاح بلغت 100%) وتوزعوا على الفروع كالتالي: 11 في الآداب والعلوم الإنسانية، 12 في العلوم العامة، 17 في العلوم الإجتماغية والإقتصادية و15 في علوم الحياة.


رابطة القدامى

أسّس أربعة من قدامى طلاب المدرسة (منى إسكندر قربان، ليلى خليل أبو الروس، ريما جورج بطشون وكاتيا عبدو خنيصر)، في السادس عشر من آب 1968، رابطة قدامى زهرة الإحسان، وحصلوا على العلم والخبر من وزارة الداخلية اللبنانية. كانت الشاعرة ڤينوس خوري أوّل رئيسة للرابطة. أما الرئيسة الحالية فهي السيدة أليكسا قيامه البرجي (رقم التلفون: 961 3 325330 والعنوان الإلكتروني: alexakiame@hotmail.com). ونائب الرئيس هو السيد نقولا مقبل (رقم التلفون: 961 3 321981 والعنوان الإلكتروني: mokbelt@dm.net.lb).

وتبغي الرابطة، من وجودها، تنظيم لقاءات ومحاضرات ونشاطات تساعد، من جهة أولى في الحفاظ على عرى الصداقة والزمالة المدرسية وتخليد ذكريات الطفولة، ومن جهة ثانية في مدّ يد العون والدعم الدائمين للمؤسسة.

مراجع

جميلة كوستا كوستي: مدرسة زهرة الإحسان، دراسة تاريخية. 241 صفحة. منشورات أبرشية بيروت للروم الأرثوذكس 1996.

رابط خارجي

موقع المدرسة على الإنترنت: www.zei.edu.lb

--Négib E. Geahchan ٢١:٤٩، ١١ ديسمبر ٢٠١١ (HST)