كنيسة موقع أشمون الأثري (صيدا، لبنان)

من ارثوذكس ويكي
نسخة ٠٦:٢١، ١٩ ديسمبر ٢٠١١ للمستخدم Negib.geahchan (نقاش | مساهمات) (المعبد الوثني)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

يحوي موقع أشمون الأثري آثاراً لكنيسة رومية أرثوذكسية قديمة من العصر البيزنطي.


الموقع

يقعُ معبد أشمون الأثري على مسافةٍ تقل عن خمس كيلومترات شمالي مدينة صيدا، عاصمةِ لبنان الجنوبي. بُني هذا المعبدُ الوثني الفينيقي القديمُ على الضفّة الجنوبية لنهر بسترانوس Bostrenosالمسَمّى حالياً نهر الأولي، على مسافةٍ قصيرةٍ من مصبِّه في البحر الأبيض المتوسط. يُدعى المكانُ "بستان الشيخ"، ولربما جاء هذا الإسمُ من تعريبٍ محرَّفٍ لإسمِ النهر بسترانوس.
نهر بسترانس (المسمّى ألأوّلي) بجانب الموقع الأثري

يخضع الموقع لسلطة وزارة السياحة اللبنانية، وهو في حال من الإهمال مذرية بدليل تواجد للنَوَرِ داخله وإفتقادِه للعناية و نموِّ الحشائش والنباتات البرية بين حجارة الفسيفساء وفي الأبنية الأثرية المتبقية. ونشَرَ الموقعُ الكاثوليكي للإعلام، سنة 2009، نقلاً عن الباحث الأرخيولوجي رولف ستاكي، بأن 600 قطعةٍ أثرية فينيقية من هذا الموقع قد سُرِقت سنة 1981، وهي تُعرض للبيع في الأسواق الأوروبية.

المعبد الوثني

بدأَتْ اكتشافاتُ هذا المعبد الوثني في مطلع القرنِ العشرين في العصر العثماني، وتطوَّرَت وتكثَّفَت في زمن الانتداب الفرنسي، وبلَغت أوجَّها بين سنتي 1963 و 1975 . توقفَ التنقيبُ بعد ذلك التاريخ بسبب الحرب اللبنانية التي عرَّضت الموقعَ للنهب والإهمال. ويُعتبر هذا الموقعُ من أهمِّ الآثار الفينيقية (الكنعانية) في لبنان، إذ يحوي معبداً وثنياً قديماً تُشير الاكتشافاتُ إلى المباشرة ببنائه في القرن السابع قبل الميلاد حين كانت مدينةُ صيدون (صيدا) تحت النفوذ البابلي. ولقد جرى توسيعُ الموقع لاحقاً وإضافةُ بركٍ وأماكنَ للعلاج والصلاة إليه. وفي العصرَين الهيلّيني والروماني، أُضيفت مسالكُ داخليةٌ وأبنيةٌ تُزينها أعمدةٌ رخاميةٌ رومانيةُ الطراز، ثم رُصِفت أرضُ القاعات والغرف بالفسيفساء في العصر البيزنطي. وبقي المكانُ مأهولاً وصالحاً للعبادة طوال عدة قرون، إلى أن أضرَّت به الزلازلُ الأرضية العنيفة التي ضربَتْ فينيقيا الساحلية، وأهمُّها زلزال 551 الذي دمّرَ المدنَ الساحلية وفي طليعتها مدينة بيروت. وجاء الغزو الفارسي في عهد الملك هيراقليوس ليساهمَ في تدمير هذا الموقع وتهجيرِ أهل كافة الساحل الفينيقي، إذ عبرَتْ الجيوشُ الفارسية المنطقةَ من الشمال الى الجنوب باتجاه مدينة اورشليم والأراضي المقدسة، ولم يكدْ الاستقرارُ يعودُ بعد تحرير البلاد من الفرس بجهدِ الملك الرومي هيراقليوس حتى أطلَّ الفتحُ الإسلامي برأسه فأفرغَ مدنَ فينيقيا الساحلية من أهلِها وهجرَّهم إلى الريف أو دفعَهم إلى الخارج عبر البحار.

وبقيَ هذا الموقعُ مهجوراً ومنسياً لثلاث عشرة قرناً ونيّفٍ، إلى أن اكتشفَه لاحقاً الأرخيولوجيون (علماء الآثار) في مطلع القرن العشرين. وتخلَّلت هذه الحقبةَ الطويلة من الهجر عملياتُ سلبٍ و نقلٍ لحجارةِ المعبد التي استُعملت في تشييد أبنيةٍ مختلفةٍ في منطقة الشوف المجاورة ومدينة صيدا.

وأهم ما في هذا الموقعِ الأثري معبدٌ كان قائماً على مصطبةٍ مرتفعةٍ في وسط المكان، يُشرف على إنشاءات الموقع حولَه وعلى بركِ الماء المقدسة والطريقِ الداخلية التي تعبرُ في أسفله بجوار نهر بوسترينوس. ومن أبرزِ بقايا الموقع، معبدٌ سفليٌ لعشتار يحوي عرشاً إلهياً يحيطُ به أسدان حجريان. وفي جوار معبدِ عشتار تتمدَّدُ عدةُ بركٍ عميقة تُجمعُ فيها الماءُ المستقاةُ من نبعٍٍ مجاور كان يدعى يِدلال، والتي كانت تستخدمُ في طقوس التقديس وتستقبلُ المؤمنين الوثنيين للإغتسالِ والتبركِ والشفاءِ من الأمراض.