المجمع المسكوني الأول

من ارثوذكس ويكي
نسخة ١٧:١٠، ٤ يناير ٢٠٠٧ للمستخدم Habib (نقاش | مساهمات) (المدينة دُشنت بعد خمس سنوات وليس كما كتب الأخ Ahmedalian)
اذهب إلى: تصفح، ابحث
ملف:Concili.jpg
ايقونة المجمعين المسكونيين الأول والثاني

المجمع المسكوني الأول هو أحد المجامع المسكونية السبعة


مقدمة:

هو المجمع "المسكوني" الاول وليس المجمع الاول على العموم, ذلك أن مجامع كنسية عدة التأمت في القرون الثلاثة الاولى لأهداف خاصة وفي ظروف طارئة لبحث أمور معنية تهمّ الجميع. غير أن ما يميز مجمع "نيقية" (اسم المدينة التي عُقد فيها المجمع المسكوني الاول) عمّا قبله هو أن المجامع الاولى "كانت أحداثا اكثر منها مؤسسة", كما يقول الاب جورج فلورفسكي. وكان مجمع نيقية, تاليا, نموذجا للمجامع اللاحقة, وذلك لأن اهتداء الامبراطورية الرومانية جعل الظروف تتغير عما قبل, فاستلزم وضع الكنيسة الجديد عملا مسكونيا هو بالحقيقة موجود وأصيل في الكنسة ولكنه بان بشكل مرئي اكثر.

الدعوة للمجمع:

اختلفت الآراء حول تحديد من هو صاحب المبادرة لعقد المجمع المسكوني الاول, وتنوعت حول مَنْ رئسه. غير أن الامر الذي لا ريب فيه هو انه عُقد في نيقية في تركيا الحالية ورئسه اسقف ارثوذكسي (ربما يكون: أوسيوس اسقف قرطبة, او افسافيوس اسقف انطاكية), وأن الامبراطور قسطنطين الكبير حضر افتتاحه. اول ما يَلفت نظر الباحثين هو أن علامات الاضطهادات – التي هدأت – كانت ظاهرة جليا على أجساد معظم الآباء الذين أتو من كنائس العالم ليشهدوا للمسيح الحي والغالب على الدوام. فأعضاؤهم المشوّهة او المبتورة وآثار الجروح والضرب والجلدات شهادة على أن الإيمان الح الذي دونوه في نيقية كان محفوظا في قلوبهم وعقولهم ومكتوبا على صبر أجسادهم. ولا يخفى على احد أن هذه الآلام بقيت – وسوف تبقى – رفيقة القدّيسين الشاهدين, ولعل أبرز شهادة عليها هي أن الشماس اثناسيوس, الذي رافق الاسقف ألكسندروس الاسكندري الى المجمع فكان بطل نيقية, نُفي بعد تَرأسه سدة البطريركية في الاسكندرية خمس مرات, وبقي خارج كنيسته ما يزيد على العشرين سنة.

إلتآم المجمع:

بدأ مجمع نيقية جلساته في ال 20 من ايار عام 325 حضره حوالى ال318 اسقف معظمهم من الشرق (يعود عدد الاساقفة ال 318 الى ما بعد السنة 360, وربما وصلنا تأثرا ب"غلمان ابراهيم المتمرنين", راجع: تكوين 14: 14). اهم ما حققه هذا المجمع هو انه دان بدعة كاهن ليبي عاش في الاسكندرية اسمه آريوس الذي,تتلمذ على لوقيانوس الانطاكي. أنكر آريوس ألوهية الابن فاعتقد بأنه كان هناك وقت لم يكن الابن موجودا فيه, واعتبره رفيعا بين مخلوقات الله ومِنْ صُنْعِهِ, كما أن الروح القدس من صُنْعِ الابن ايضا. يعتقد بعض المؤرخين أن الآباء في نيقية سدّوا آذانهم اشمئزازا حال سماعهم هذه الأقوال التجديفية, واكتفوا ببعض العينات المقروءة من رسالة آريوس "المثالية" للحُكْم عليه.

أعمال وقوانين المجمع:

دحض الآباء بدعة آريوس وشهدوا للإيمان المستقيم, فاعترفوا بأن المسيح إله حقيقي وهو وحده يستطيع أن يفتح للإنسان طريق الاتحاد به, فلو كان يسوع احدى المخلوقات – كما ادعى آريوس – لاستحال عليه أن يخلّص العالم وتاليا أن يوصله الى غاية تدبير الله الآب, وأعني التأله. وَضع الآباء في نيقية دستور الإيمان الذي نتلوه في القداس الإلهي والعماد وغيرهما من الصلوات, ومما جاء فيه أن المسيح "إله حقّ من إله حقّ, مولود غير مخلوق, مساوٍ للآب في الجوهر (هومووسيوس)". في دستور نيقية إعلان إيمان واضح بالثالوث القدوس وإنما من دون توسّع بعلاقة الأقانيم في ما بينها, فالابن الذي هو متميّز – حسب الأقنوم – عن أبيه علّةِ الوحدة في الثالوث هو غير منفصل عن جوهره الإلهي. إصطلاح "هومووسيوس" (مساوٍ للآب في الجوهر) سبب جدلا كبيرا داخل المجمع وخارجه, لأن أصحاب الرأي المشؤوم ومَنْ انقاد الى ريائهم قالوا بأن العبارة غير كتابية, واتّهموا الآباء بالوقوع ببدعة صاباليوس (الذي اعتقد بإله واحد ذات أشكال ثلاثة), وذلك لأن عبارة "هومووسيوس" – في العالم اليوناني – كانت تفيد "الكيان الواحد". الافلاطونية الحديثة و الغنوصية (العرفانية) في القرن الثالث استعملتا اللفظة للدلالة على الكائن العاقل او الشخص. بيد أن آباء المجمع الذين دحضوا "شكلانية" صاباليوس (اي الاعتقاد بإله واحد ذات أشكال ثلاثة), والذين هم, كما يقول القديس غريغوريوس النزينزي, من أتباع طريق الصيادين – الرسل وليس طريقة الفلاسفة, سَمَوا فوق الفلسلة البشرية وجميع مناهجها, فعمّدوا لفظة هومووسيوس اي أنهم أعطوها معنى مسيحيا مؤكدين أنها وإن لم توجد حرفيا في الكتاب المقدس الا أنها مستوحاة معنويا منه. وقد ورد في مجموعة الشرع الكنسي (ص 45) أن القدس إيريناوس أسقف ليون استعمله اربع مرات, كما أن الشهيد بمفيليوس روى أن اوريجانس المعلم استعمله ايضا بالمعنى ذاته الذي اراده له المجمع النيقاوي. مما قاله آباء المجمع:"بما أن الابن هو من جوهر الآب, فالابن إله كما أن الآب إله, وتاليا يجب القول إن المسيح هو من الجوهر الواحد مع الآب. وضع مجمع نيقية تحديدا في تعيين تاريخ عيد الفصح, فأقرّ القاعدة التي كانت كنيسة الاسكندرية تحتفل بموجبها بالعيد, وهي التي تجعل عيد الفصح يقع بعد اول بدر بعد الاعتدال الربيعي في 21 آذار. كما عني المجمع بتنظيم الكنيسة الإداري فسن عشرين قانونا, منها تثبيت رفعة مكان كَراسٍ ثلاثة كبرى وهي رومية والاسكندرية وانطاكية (قانون 6), وقرر أن يحتل كرسي اورشليم مكانة الشرف الرابعة على أن يبقى خاضعا لمتروبوليت قيصرية فلسطين. لم يأتِ مجمع نيقية على ذكر القسطنطينية لأن مدينتها دُشنت بعد المجمع بخمس سنوات.

دراسة مفصلة حول المجمع المسكوني الأول في هذا الرابط

المجامع المسكونية السبعة  
إيقونة أرثوذوكسية مجمع نيقية الأول - مجمع القسطنطينية الأول - مجمع افسس - مجمع خلقدونية - مجمع القسطنطينية الثاني - مجمع القسطنطينية الثالث - مجمع نيقية الثاني