مقام سيدة المنطرة (مغدوشة، لبنان)

من ارثوذكس ويكي
اذهب إلى: تصفح، ابحث

يقعُ مقامُ سيّدة المنطرة على مشارفِ بلدة مغدوشة، في جنوب لبنان، وهو بعهدةِ الطائفةِ الرومية الكاثوليكية منذ القرن الثامن عشر.


الموقع الجغرافي والإسم

يتواجدُ مقامُ السيّدة العذراء قي مغارةٍ طبيعية، تقومُ على تلّة تشرفُ على الساحل الجنوبي لمدينة صيدا.
مقام سيِّدة المنطرة يشرف غلى ساحل فينيقية الساحلية من إرتفاع يناهز 220 متراً
ولكونِه يجاورُ الطريقَ المؤدية إلى بلدة مغدوشة ذات الأغلبية الرومية الكاثوليكية، فإنّ هذا المقامَ يمثِلُ المدخلَ الغربيَ للبلدة التي يقاربُ عددُ سكانِها الثمانية آلاف شخص. يقعُ هذا المقام غلى مسافةِ ستة كيلومترات ونصف من مدينة صيدا، ويتمُ الوصولُ إليه عبرَ الطريق الساحلية أوَلاً، ثمَ عبرَ طريقٍ فرعيَةٍ تبدأُ عند جسرِ سينيق.

ويقولُ عالمُ اللغاتِ الساميّة أنيس فريحه في معجم الألفاظ العامّية بأنَ المنطرة هي الأملاك التي تقع ضمن دائرة حراسة الناطور. وكلمة الناطور مشتقَة من فعل نَطَر، وهو فعل سرياني وكنعاني (فينيقي) يعني بالعربية حَرَس، والناطور يعني الحارس. وكما أنَ كلمة "مكتبة" المشتقّة من فعل "كتَب" تعني المكان الذي يحفظ الكُتب، فكلمة "منطرة" المشتقّة من فعل "نطر" تعني بالتحديد المكان الذي يأوي الحرّاس وتتمُ فيه ومنه الحراسة. أمّا موقع المنطرة، نظراً لإطلالته المميزة على الساحل الفينيقي الجنوبي وإشرافِهِ على حركة النقل والإنتقال في هذا الساحل، ومنها الحركة العسكريَة، فمؤهَلٌ للعبِ هذا الدور في التاريخ. ولقد كشفَتْ الحفرياتُ الأرخيولوجية (الأثرية) عن آثار برج حراسة أقامَهُ الصليبيون في المكان الذي يقومُ فيه اليوم البرجُ الحاملُ لتمثال والدة الإله والذي بُني سنة 1963.

أما الرواية المحلِية فتقولُ بأن كلمة منطرة تعني المكانَ الذي يتمُ فيه الإنتظار، وبأنَه أطلِقَ على المغارة حيث يوجدُ المقامُ الديني لأنَّ مريمَ العذراء إنتظرت فيه إبنَها يسوع عندما جاء إلى مدينة صيدا. لكنََ هذه الرواية غيرُ موثقة بأي نصٍ في الكتاب المقدس أو في أدبِ العصور المسيحية الأولى.


وصف المقام وجواره

المقامُ هو عبارةٌ عن مغارةٍ صغيرةٍ يبلغُ أقصى طولها حوالي خمس عشرة متراً، وهي تجويفٌ صخري كلسي كانَت له فتحة علوية سمحَت بإكتشافه في مطلع القرن الثامن عشر من قبل أحدِ الرعاة في المنطقة. حُوِّلت المغارة إلى مزارٍ تقامُ فيه الصلوات والقداديس، خاصة وإنَّ حفرة في جداره الشرقي قد جُهزَت لتصيرَ شبه مذبح يحملُ الأسرارَ المقدسة.
المغارة التي حوِّلت الى مزار تقام فيه الصلوات
وإلى جانبِ هذه المغارة الرئيسية، يقعُ تجويفٌ أصغرُ حجماً وعمقاً يُستعمل لمراسم العماد المقدس.

أما مدخلُ المغارة فقد أعِدَّ لإستقبال الزائرين ببناءِ رواق صغير بقناطرَ ثلاثة، تبرعَ بها أحدُ أثرياء صيدا من آل أبيلا ( جــاك ابيلا قنصل انكلترا في صيدا) سنة 1868 وفاءً لنذر قطعه للعذراء على شفائه من فالج. تحيطُ بالمقام ساحةٌ واسعة تسمحُ بتجمعاتٍ بشرية كبيرة وتُستعملُ في المناسبات الدينية السنوية، وخاصة في إحتفالاتِ المقام بعيد ميلاد السيدة العذراء في الثامن من أيلول.

وأشيدَ بالقرب من المقام برجٌ عالٍ يبلغُ إرتفاعه ثمانية وعشرين متراً، في المكان الذي كان فيه قائماً البرجُ الصليبيُ القديم الذي بناه الملك الفرنسي لويس التاسع والذي إندثر لاحقاً. ويعلو البرجَ المعاصرَ تمثالٌ برونزي للعذراء مريم تحمل طفلَها يسوع، من الطراز اللاتيني ومن صنع إيطالي. يبلغُ إرتفاعُ التمثال ثمانية أمتار ونصف، ويشرفُ بوضوح على الخطِّ الساحلي.
البرج الحديث الذي أقيم سنة 1963

سُهمدَت الأرضُ فوق المقام لتصيرَ ساحة واسعة تصلحُ للتجمعات البشرية الكبيرة ولوقوف السيارات. وتُشادُ حالياً إلى شرق هذه الساحة كنيسةٌ جديدة، مساحتها ألفٌ ومئتا متر، زُينَت واجهتُها الغربية بفسيفساءِ حديثة تُمثلُ بشارةَ العذراء.


تاريخ المقام الديني