تغييرات

اذهب إلى: تصفح، ابحث

الروم الأرثوذكس

لا تغيير في الحجم, ١٣:٠٣، ١٨ نوفمبر ٢٠٠٦
لا يوجد ملخص تحرير
أما بخصوص كلمة "رومان" أو "روم" فقد أُطلقت غالباً على رعايا الكنائس القديمة الخمس ([[روما]]، [[القسطنطينية]]، [[الإسكندرية]]، [[أنطاكية]]، [[أورشليم]]) لأن هذه المدن كانت المراكز الكبرى الإدراية والروحية للأمبراطورية الرومانية وهي لا تعني بالضرورة أن أبناء هذه الكنائس هم رومان أو يونان بل تدل على أنهم، بالرغم من انتمائهم إلى قوميات مختلفة، قد تبعوا إيمان الكنيسة الجامعة التي كانت حينها ضمن إطار الأمبراطورية الرومانية. وقد ازدادت الحاجة إلى استعمال هذه الصفة (رومان، روم) بعد استقلال الكنائس الشرقية القديمة والتي أخذت إلى حدّ ما طابعاً قومياً كالكنائس الأشورية، السريانية، القبطية، الأرمنية، الحبشية إلخ.... فكل من لم ينتسب إلى هذه الكنائس وبقي على إيمانه بكنيسة الأمبراطورية الرومانية أي كنيسة [[المجامع المسكونية السبعة،]] التي عقدت بمبادرة أباطرتها وعلى نفقتهم، سُمّي "رومانياً" أو "رومياً" تميزاً له عن أبناء الكنائس المذكورة.
ومن المعلوم أن المراجع القديمة بما فيها العربية كانت تسمي رومان القسم الشرقي من الأمبراطورية الرومانية روم (أو) تميزاً لهم عن رومان القسم الغربي من الأمبراطورية، في حين سمّاهم الغربيون منذ القرن التاسع "GrrekGreek"، وفيما بعد بيزنطيين لكي يبعدوا عنهم الانتماء إلى الرومانية ويحتفظوا بها لأنفسهم. والواقع أن الغربيين هم الذين تغربوا عن هذه الصفة بعد احتلال القبائل الجرمانية (الغوط، الإفرنج، اللومبارديين، الأنكلوساسكون إلخ...) للغرب واندثار الحضارة الرومانية فيه، وفصله عن القسم الشرقي وبالتالي إبعاده عن منابع التقليد اللاهوتي الرسولي.
ما يهمنا نحن هو التشديد على أن كلمة "روم" لا تعني انتماءً قومياً، بل هي بالنسبة إلينا الآن انتماء حضاري وختم أصالة كون "الرومانية" أو "الرومية" بشكل خاص هي البيئة التي أخذت فيها الكنيسة طابعها الثقافي والحضاري الأول إذ استعمل الرسل والآباء والشعراء الملهمون والمصورون المبدعون التعابير اللغوية والاصطلاحات الفلسفية والأصول الشعرية والموسيقية التصويرية التي كانت شائعة في تلك البيئة. والتي جمعت تأثيرات من مختلف الحضارات المنطوية تحت لواء الأمبراطورية الرومانية كاليونانية والرومانية والآرامية والمصرية إلخ... وهكذا مع الزمن صار للكنيسة أدبها المميز باصطلاحاته المسيحية الخاصة، وأيقوناتها بأسلوبها الفني الروحاني، وطقوسها بأصولها الشعرية وموسيقاها الموحية، والتي تشكل جميعها تقليدها الرسولي الكنسي وتعبر عن حياتها المتجددة، أو عمل [[الروح القدس]] فيها عبر التاريخ من خلال هذه الأطر الحضارية. الأهم في صفة "روم"، إذن، ليس مجرد غنى وروعة التراث الحضاري الرومي الذي إليه ننتمي، بل الحياة الإلهية التي تحملها تعبابيره، فتساعد المؤمنين على التخشع، وتضعهم في تيار روح الله الذي عاشه مؤلفوها القديسون الملهمون.
بيروقراطيون، interwiki، renameuser، إداريون
٣٬٣٥٨
٣٬٣٥٨ تعديلا

قائمة التصفح